الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

الموت فلسفياً مفكرون يراوغون لحظة النهاية

الموت فلسفياً

 الموت فلسفياً مفكرون يراوغون لحظة النهاية

الموت هو الحقيقة الوحيدة بلغات العالم وعلومه لكنه يبدو مختلفاً بلغة الفلسفة والمفكرين من هنا ارتأت إحدى مجلات الفلسفة الفرنسية العريقة أن تخصّص عدداً مميّزاً عن الموت أشركت فيه كبار المفكرين والمثقفين الفرنسيين.

أحاط الموضوع بثيمة الموت من جهاتٍ عدة وقدم إجابات مضيئة بل نزعم أنها إجابات سعيدة للمصالحة الجميلة التي يمكن أن نقوم بها مع الموت هذا الذي لا يفتأ يُدهش يُذهل، يرعب، يحزن ويبكي ما دام يضع نقطة النهاية للرغبة الفطرية بالحياة.

والواقع أن سؤال الموت هو سؤال حيوي بحدّ ذاته ونحن نتفادى مواجهته ما أمكن لكنه حين يطرق أبوابنا عن قرب عند وفاة قريب مثلاً أو رؤية جسد ميت أو عندما نتجنب كل الأسباب التي قد تؤدي إليه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا لا نملك إلا أن نفكّر به كل من موقعه وللفلاسفة قصب السبق في ذلك بما يملكون من قدرات تحليل واجتهاد

إن التجارب هي صدى شخصي وذاتي لما فكر فيه وتأمّله الفلاسفة الكبار منذ القدم وأوجز مقال هذه المسألة على أساس أن فكرة الموت مرت بأعمار عدة والعمر هنا بمعنى امتداد واسع من السنوات تتجاوز مفهوم العصر أو الفترة الزمنية  فقد تبدلت علاقة الإنسان بالموت مرات عدة من منظور فلسفي محض اندرج بداية في نظام الطبيعة واعتبر بعد ذلك امتداداً للحياة في عالم آخر ثم صار علامة على القلق وعبث الوجود المحض في هذه الدنيا وأخيراً أصبح موضوع فضيحة.

وهكذا فإن السؤال المركزي في الفلسفة لم يعد هو الموت الشخصي الفردي بل الموت الجماعي أي إمكانية الفناء الذاتي للبشرية مع يوناس ينتقل القلق من المستوى الدقيق (الميكرو) إلى المستوى الكوني (الماكرو) ويتضاعف الرهان الأخلاقي على كل واحد منا.

وفي إطار المصالحة أطلق مدير المجلة الكاتب ألكسندر لاكروا على الموت في الافتتاحية لقب وردة لا تنتهي وهو يعني بها في التفاتة ذكية أن الموت بما هو نهاية كل شيء لا يمكنه أن يمحو حقيقة أخرى أننا كنا أحياء ذات زمن وبهذا المعنى فإن الموت نفسه لا يستطيع أن يسلبنا الحياة أي تلك التي عشناها تلك الوردة لكن الموت لن يكف عن مراودتنا مهما نظّرنا وفكّرنا وتأمّلنا هناك دائماً قابض للأرواح في اللحظة الواجبة.

0 Comments: