الاثنين، 8 ديسمبر 2025

من البردي الأخضر إلى الفن الخالد رؤية معاصرة لإبداع الأجداد

الفن الخالد رؤية معاصرة لإبداع الأجداد

 من البردي الأخضر إلى الفن الخالد رؤية معاصرة لإبداع الأجداد

منذ اللحظة  الأولى التي اكتشف فيها المصري القديم كيف يحوّل نبات البردي إلى أول ورقة عرفتها البشرية بدأت حكاية جديدة للإنسان مع الذاكرة أبدع الفنانون القدماء في تدوين يومياتهم ومشاعرهم وانتصاراتهم وأفكارهم على ورق البردي انتشرت زراعته في مختلف ربوع مصر وأصبحت تلك الورقة حلقة الوصل بين الماضي والحاضر.

تلك الرؤية كانت محور معرض من البردي الأخضر إلى الفن الخالد الذي يستضيفه المتحف المصري بالتحرير منذ الأول من ديسمبر وتنظمه مؤسسة المنتدى الدولي للفن من أجل التنمية بالتعاون مع منظمة اليونسكو ويشارك في المعرض 80 فناناً تشكيلياً أبدعوا في تخليد الورق البردي برؤية معاصرة وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من الشخصيات العامة والفنانين وألقى عدد منهم كلمات عن أهمية هذا التراث ودوره في تشكيل الذاكرة المصرية وأوضح الدكتور علي عبد الحليم، مدير عام المتحف المصري بالتحريرأن المعرض يختص بنبات البردي بوصفه أحد أهم وأقدم رموز الهوية والحضارة المصرية القديمة.

واستعرض الدور التاريخي الذي لعبه باعتباره مادة أساسية للكتابة والمعرفة وكيف تحول في العصر الحديث إلى مصدر إلهام للفنون المعاصرة حول العالم وأكدت الدكتورة نوريا سانز مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو في مصر والسودان على اهتمام اليونسكو بالبردي المصري باعتباره جزءاً أصيلاً من التراث الإنساني وأشارت إلى جهود المنظمة في دعم تسجيل عناصر التراث غير المادي المرتبطة به.

وأكدت رندة فؤاد مؤسسة ورئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن أن هذا الحدث ليس مجرد معرض بل هو رسالة تعيد وصل عبقرية المصري القديم بروح الإبداع والمرونة لدى الفنان المصري المعاصر وأوضحت أنها تعاونت مع اليونسكوعلى إحياء إرث النبات الذي مثل حضارة كاملة وأشارت إلى أن اختيار المتحف المصري بالتحرير كان عودة رمزية إلى جذور الكتابة والابتكار والهوية.

مؤسسة المنتدي الدولي للفن  أكدت في بيانها أن هذا المشروع يقدم ورق البردي بوصفه وسيطاً معاصراً للفن المستدام مادة لا تنفصل عن البيئة ولا عن الحِرفة التي صنعتها ولا عن التاريخ الذي مرّ عبرها أضافت يجمع المعرض بين مهارة الحِرفيين في القرى المصرية خصوصاً في قرية القراموص بمحافظة الشرقية التي لا تزال تحفظ طقس صناعة البردي وبين رؤى الفنانين الذين حوّلوا هذا التراث إلى لغة جديدة معاصرة.

0 Comments: