أُطلقت اليوم في فلسطين حملة مدتها أسبوع بعنوان "حقوقي قوة لنا" لنشر الوعي حول حقوق المرأة الإنسانية الأساسية. يستهدف هذا العمل المُشترك، الذي ينضم إليه أكثر من ثلاثون شريكاً محلياً ودولياً من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والمنظمات التنموية الدولية، الشباب والنساء والرجال في مناطق جُغرافية مُختلفة من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة، من أجل تعزيز حقوق المرأة الإنسانية في فلسطين.
تأتي الحملة في لحظة حاسمة حيث لا يوجد أي تقدم على صعيد المُصادقة المتوقعة على قانون حماية الأسرة مما يثير مخاوف الجهات المعنية المحلية والدولية من نتائج هذا التأجيل في المصادقة على القانون على حماية الحقوق الإنسانية الأساسية للمرأة في فلسطين. يُشير تقرير فلسطين في المسح الدولي للرجل والنوع الاجتماعي (International Men and Gender Equality Survey (IMAGES)) إلى أن حوالي رجل من بين كل خمسة رجال فلسطينيين (17 بالمائة) من المستجوبين في المسح قد قام بممارسة عنف في علاقته الحميمة مع شريكته الأنثى بينما أشار 21 بالمائة من النساء المستجوبات إلى تعرضهن إلى مثل هذا العنف.
قال أحد الناطقين باسم مؤسسات المجتمع المدني التي بادرت بقوة من أجل وضع قانون حماية الأسرة ودافعت بشدة من أجل المُصادقة عليه عام 2014 "يتسبب العنف الأسري الذي غالباً ما يُرتكب بواسطة أحد أفراد الأسرة اللذين لهم السيطرة الاجتماعية أو الاقتصادية على باقي أفراد الأسرة بآلام ومعاناة جسيمة تنعكس على كافة أفراد الأسرة خاصةً النساء والأطفال،" وأضاف "يَظهَر انتهاك حقوق المرأة الإنسانية في عدة مستويات وينبغي أن يُفهم من نواحي اقتصادية وثقافية واجتماعية" مشيراً إلى نقص الذي تُعاني منه المرأة الفلسطينية في فُرَص وحرية الاختيار ومحدودية الوصول إلى العدالة والخدمات.
تهدف الحملة المُشتركة إلى نشر الوعي بين الجمهور بشكل عام خاصة الشباب والنساء والرجال حول حقوق المرأة الأساسية وفقاً للمعايير الدولية والمعايير التي يتضمنها مشروع قانون حماية الأسرة الذي صادقت عليه الحكومة السابقة في نهاية شهر كانون أول/ ديسمبر عام 2018. هنالك خمسة رسائل رئيسية تتناول حق المرأة في حياة خالية من العنف وحقها في الحصول على العدالة والمساعدة في حال انتهاك هذا الحق، بالإضافة إلى الحق في المساواة في الفرص وحق الاختيار الخاص بها، حيث سيتم نشر هذه الرسائل عبر القنوات المختلفة مثل الراديو ووسائل التواصل الاجتماعي وخط المُساعدة (121) وأنشطة التواصل والأنشطة في الموقع. سينظم الحَدَث النهائي للحملة المشتركة في الثامن من آذار في القدس من خلال التركيز على الانجازات التي حققتها المرأة. يستخدم الحدث النهائي أسلوب سلسلة المؤتمرات العالمية "تِد توك" (TED talks) يليه عرض فني.
الحملة المُشتركة بعنوان "حقوقي قوة لنا" هي جزء من الحملة العالمية بعنوان " نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير" (Think equal, build smart, innovate for change) . تُركز فكرة الحملة على سُبل الإبداع في تعزيز مساواة النوع الاجتماعي وتمكين المرأة خاصةً في مجالات أنظمة الحماية الاجتماعية والوصول إلى الخدمات العامة والبنية التحتية المُستدامة، حيث تتشابه هذه الفكرة مع الدورة الثالثة والستون للجنة وضع المرأة (63rd session of the Commission on the Status of Women (CSW 63)) التي ستُعقد في نيويورك
0 Comments: