الأحد، 6 أغسطس 2023

الطاقة الشمسية تولد الأمل لدى الفلسطينيين لتقليل الاعتماد على إستيراد الكهرباء

الطاقة الشمسية

عملية سهلة جداً أن تعيد شحن هاتفك المحمول عبر توصيله بالتيار الكهربائي، لكنها رحلة طويلة جداً بالنسبة لمهيوب حريجات، الذي يقطع قرابة 10 كيلو مترات لشحنه من أول محل تجاري قد يصل إليه، وفي البرد القارس ليلاً، يصبح شحن الهاتف كمن يخرج بمهمة حربية، فانعدام الكهرباء في خربة براعيش بغرب مدينة رام لله (وسط الضفة الغربية)، يصعب من حياة التجمع البدوي هناك، حيث لا يزالون إلى اليوم يشعلون الحطب للتدفئة، أو استعمال المصابيح التي تعمل بالغاز أو الكاز، كما أن النساء يقمن بغسل الملابس يدوياً.

يتحدث مهيوب عن هذه الأزمة قائلاً "أصبحت الكهرباء أمراً أساسياً وطبيعاً عند كل البشر، إلا نحن، حرمنا منها بسبب بعد جبل البراعيش الذي نعيش على سفحه من القرى الفلسطينية المجاورة، كما أننا نقع ضمن منطقة جيم (خاضعة للسيطرة الاسرائيلية)، وممنوع علينا مد أي خط كهربائي يمكننا من عيش حياة كريمة، فإشعال النار يشكل خطراً علينا وعلى أطفالنا أثناء النوم، واستخدام المصابيح للدراسة أو اللعب يسبب لهم التعب بسبب رائحة الكاز المنبعثة منه، ناهيك عن صوته المزعج".

يضيف "حياتنا مضنية وقاسية ليس فقط لغياب الكهرباء، فلا ماء، ولا طرق، ولا شبكة هاتف. قد يحلم غيرنا بالمال والقصور، بينما يحلم أطفالنا بمشاهدة فيلم رسوم متحركة بجانب المدفئة وتحت النور".

وستقدم وزارة الحكم المحلي في الضفة الغربية وضمن نشاطات ومشاريع الاتحاد الأوروبي لتعزيز ودعم المناطق الفلسطينية البدوية والمهمشة بخاصة المصنفة ضمن منطقة جيم، الدعم لحريجات وستوفر له ولأسرته لوائح طاقة شمسية تمكنه من شحن هاتفة والجلوس بجانب المدفئة مع أطفاله.

ويقول شادي عثمان، الناطق باسم الاتحاد الأوروبي "يعمل الاتحاد ضمن برامجه الإنسانية والتنموية لدعم التجمعات المهمشة والفقيرة، بتوفير لوائح الطاقة الشمسية لتغطية احتياجاتهم الأساسية، وتم توفير عشرات اللوائح لمئات العائلات الفلسطينية في مختلف المناطق، فمن جهة ندعم صمود تلك العائلات، ومن جهة أخرى نعزز فكرة الطاقة النظيفة والمستدامة، التي بدأت تتشكل ملامحها بالفعل، في الأراضي الفلسطينية".

وخلال الآونة الأخيرة، قطعت شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية التيار الكهربائي عن كثير من القرى والمدن الفلسطينية بِحجة تراكم الديون على السلطة، لذلك سعت الأخيرة وضمن استراتيجيتها الجديدة للنهوض بقطاع الطاقة في الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، وتكثيف العمل على الطاقة المستدامة ضمن مشاريعها، وذلك للحد قد المستطاع من الاعتماد على الشركة استيراد الكهرباء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق