الجمعة، 28 أكتوبر 2022

حملات تطوعية لإنقاذ مزارعي فلسطين في موسم الزيتون

حصاد الزيتون

حالة من القلق والخوف، تشعر بها أم موسى العسوس وعائلتها مع بداية موسم قطف الزيتون في فلسطين، فمثل هذا الوقت من كل عام، يطاردها كابوس المستوطنين واعتداءاتهم التي لا حصر لها، فتارة يمنعونها من الوصول إلى أرضها، وتارة أخرى يسرقون الثمار بعد قطافها، وصولاً إلى قطعِ الأشجار أو حرقها، وما إن علمت أن حملة "فزعة" التطوعية ستنضم إليها هذا العام لقطف ثمارها، حتى تبدلت مشاعر الخوف لديها بالأمل والطمأنينةَ.

المزارعة ضحى العسوس تقول، "هذا العام سأخرج بحماسة الى موسم القطاف، لأننا مطمئنون بوجود حماية فلسطينية شبابية، وعلى الرغمَ من كل الألم والمعاناة التي يتسبب بها المستوطنون سنوياً، إلا أننا متشبثون بأرضنا مهما كلف الأمر، والزيتون هو كل ما تبقى لدينا لنعيش من أجله".

ومع بدء موسم الزيتون في الضفة الغربية، أعلنت الحملات الشبابية "فزعة وعونة" المنظمة من قبلِ مجموعات من النشطاء والمتطوعين والمؤسسات الوطنية والأهلية، عن هبّة لمساعدة المزارعين على قطف ثمار الزيتون، والمشاركة في التصدي لهجمات محتملة من المستوطنين على الأهالي، وتضم في مجموعها أكثرَ من 700 متطوع.

 محمد الخطيب منسق حملة "فزعة" يقول الفكرة بالأساس جاءت من الموروث الثقافي الفلسطيني المبني على التكاتف الاجتماعي في المواسم والحصاد، فمع جائحة كورونا وغياب المتضامنين الأجانب الذين كانوا يتواجدون هنا لمساعدة المزارعين كل عام، انطلقت الفكرة بأن تكون "الفزعة" (العون والمساعدة) فلسطينية لا دولية، وأن نساند من يعانون من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين.

خصوصاً في مناطق شمال الضفة الغربية ووسطها. من غير المعقول أن نترك المزارع الفلسطيني في هذا الموسم يكابد وحده تلك الهجمات من دون حماية، فالعديد من المزارعين فقدوا محصولهم من الزيتون بسببِ الخوف الذي تتسَبب به عصابات "تدفيع الثمن" و"شبيبة التلال" (عصابات متطرفة) بمساندة من الجيش الإسرائيلي، وعندما نكون 50 متطوعاً وأكثر بصحبةِ المزارع، يتردد المستوطنون نوعاً ما بالهجوم وسرقةِ المحصول أو حرقه كما العادةَ، ومع ذلك ما زالت الهجمات الاستيطانية مستمرة".

0 Comments: