الثلاثاء، 22 أغسطس 2023

دلالات الصبار والزيتون في الفن التشكيلي الفلسطيني

الفن التشكيلي الفلسطيني

الفن التشكيلي سلاح ثقافي يحفظ الذاكرة والهوية الفلسطينية، ليس كلام شعارات بل حقيقة اثبتها العديد من الفنانين في مجالات لا حصر لها، وربما نتفق جميعا على ان الصورة واللوحة، والمقطوعة الموسيقية، والاغنية الوطنية  نقلت  الرسالة بعمق يضاهي فحوى الكتب والمجلدات أحيانا، وقد بات معروفا ان الفن الفلسطيني منتمي للقضية والحق والوطن وعلى هذا النهج سار الفن التشكيلي الفلسطيني الذي سنطرق بابه سويا لنعرف عن بعض اعلامه.

من الفنانين الذين  لمعوا في سماء الفن التشكيلي الفلسطيني، رنا بشارة، ابنة ترشيحا الجليل، التي تحمل اللقب الأول للفنون والدراسات النسوية، والفنان  متعدد المواهب نبيل عناني، من مواليد اللطرون، وخريج كلية الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية؛ قسم التصوير الزيتي. والذي أجاد الفن التشكيلي والنحت وصناعة الخزفيات بإبداع متفرد.

ويتميز كلا الفنانين بالحيوية والنشاط والعطاء في تقديم الأعمال الفنية والمعارض المميزة في كافة محافظات الوطن وخارجها، وهما كالكثيرين من الفنانين الذين طرقوا بفنهم هم القضية، فكانت افكارهما  تضرب في عمق معاناة الفلسطيني. ولا يتعذر على أحد ان يلحظ بشكل جلي  في فنهم عمق المشاهد ورمزيتها، وقدرتها على إثارة أفكار الأفراد وتحفيزهم على التفكير والتحليل، وأحيانا أخرى النقد؛ ليصبح المتلقي متفاعلا مع اللوحة، يتملكه الشغف لفك شيفراتها، فيتجرد من كونه تأمل لوحة تملي عليه رسالتها .

فمن دلالة الصبر وصمود الأسرى في معتقلات الاحتلال، حيث رسمت الأسيرة هناء الشلبي، والأسير سامر العيساوي على صبارة فلسطين، في دلالة على الألم الذي عانى منه كلاهما خلال إضرابهما عن الطعام، فهم يشبهون نبات الصبار في قدرته على التحمل والبقاء أكثر من غيرهم.

وأحيانا أخرى تستخدم نبات الصبار في لوحاتها وأعمالها لتقول: "طفح الكيل"، في دلالة على التذمر من طول صبر الفلسطيني على سوء حاله. وأكثر الامثلة وضوحا كان حين وضعت رنا قطع الصبار في زجاجة حفظ الخضار لتقول للعالم: "صبرنا حتى صار صبرنا مخللا". وداخل وعاء المخلل تأخذ الصبارات دلالات لا حصر لها؛ فهي فلسطيني مشتت، وآخر فاض صبره وهو ينتظر تأشيرة مرور بين الحواجز الاحتلالية، وثالث ينظر إلى وطنه بحرقة في الشتات... والقائمة تطول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق