الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

سور الأزبكية مخزن استراتيجي من الكتب

سور الأزبكية

 سور الأزبكية مخزن استراتيجي من الكتب

في القرن الخامس عشر أهدى السلطان قايتباي قائد جيوشه سيف بن أزبك أرضاً جرداء سرعان ما عمّرها فحملت اسمه حي الأزبكية وفي سبعينيات القرن التاسع عشر انشغل الخديوي إسماعيل بتشييد ما يُعرف الآن بالقاهرة الخديوية فأنشأ دار الأوبراالملكية  احترقت لاحقاً  وبجوارها حديقة الأزبكية وجلب لها أشجاراً ونباتات نادرة.

أصبحت تلك المنطقة ملتقى الفنانين والمثقفين ثم راح البعض يضعون الكتب القديمة والمستعملة في بسطات حول السور الدائري المحيط بحديقة الأزبكية منذ عام 1907 على الرغم من مطاردة البلدية
.

مع مرور الزمن تحولت تلك البسطات إلى أكشاك صغيرة للكتب المستعملة والنادرة ومجلدات التراث والأدب العالمي المترجم والمجلات والصحف أصبح سور الأزبكية المخزن الاستراتيجي الذي يعاد فيه تدوير آلاف العناوين بيعاً وشراء بأسعار زهيدة في مصر وتُمثل مكتباته في معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح خاص بها ولم يعد هناك غنى لأي مثقف عن زيارة السور بحثًا عن نوادر الكتب أو سلاسل مفقودة.

في تسعينيات القرن الماضي وبينما السور يوشك أن يُكمل عامه المئة على قرار نقله ناحية حي الحسين بسبب مدّ شبكة مترو الأنفاق إلى محطة العتبة الملاصقة لحديقة الأزبكية بعد افتتاح المحطة وزحام الركّاب، عاد أصحاب سور الأزبكية ليزاحموا الباعة الجوالين الذين يبيعون الأجهزة الإلكترونية والملابس والأدوات المنزلية الرخيصة.أصبح الزحام لا يطاق والعشوائية تطال كل شيء فاختفى مدخل المسرح القومي والحديقة التي غنّت أم كلثوم على مسرحها أشهر حفلاتها بدت كأنها أطلال منسية.

0 Comments: