32 طالبة يحملن «رسالة محبة» إلى أطفال غزة
نسجت طالبات فريق «الهلال الأحمر الطلابي» بمدرسة المواكب - الخوانيج خيوط العطاء والرحمة، خلال زيارة استثنائية إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، حيث التقين بأطفال غزة الذين تستضيفهم الدولة، فكان اللقاء عنواناً للمحبة وتجسيداً حيّاً لقيم البذل والتسامح التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه جاءت الزيارة ضمن مبادرات «عام المجتمع»، وتحت شعار «في عام المجتمع – مع ضيوف رئيس الدولة – نجتمع»، لتعبّر عن التلاحم المجتمعي وروح المسؤولية الإنسانية لدى أجيال المستقبل وشارك في الزيارة 32 طالبة من الصف الخامس حتى الصف الـ12
حملن رسالة العطاء والمحبة إلى أطفال غزة الجرحى والمرضى الذين تستضيفهم الإمارات، ونجحن في إدخال البهجة إلى قلوبهم من خلال سلسلة ورش تعليمية وترفيهية متميزة وركّزت الطالبات على تعزيز ثقافة العطاء والانتماء والرحمة، وإذكاء روح المشاركة الإنسانية، من خلال برامج حملت في طياتها رسائل نبيلة تجاوزت الحدود الجغرافية وانطلقت حافلة من مدرسة المواكب - الخوانيج في دبي في يوم مشمس من أيام أبريل، تقل 32 زهرة من زهرات «الهلال الأحمر الطلابي»، تحمل كل منهن قلباً مملوءاً بالحب ورسالة من وطن الإنسانية إلى أطفال غزة، الذين تستضيفهم دولة الإمارات في «مدينة الإمارات الإنسانية» بأبوظبي.
لم تكن الرحلة مجرد زيارة، بل لقاء أرواح، جمعت بين الطفولة المجروحة بألم الحرب والطفولة الواعية بأهمية العطاء، وكانت الفكرة أن يدخلن الفرح على قلوب الأطفال الذين لم يعرفوا من الحياة سوى رائحة البارود وأصوات القصف، لكن المفاجأة أن الفرح كان متبادلاً، والدفء توزّع بين الجميع.
بدأ اللقاء خجولاً، وسرعان ما تحوّل إلى انسجام جميل، ثم جاء وقت الحماسة، حيث حملت الطالبات للأطفال مفردات من «الرمسة» الإماراتية، وحدثنهم عن «السنع» والعادات والتقاليد التي تُشبه كثيراً دفء بيوتهم الغزية، رغم بعدها.
وانشغلت مجموعة من الفتيات بنقش الحناء على أيدي البنات الصغيرات، بينما جلس الأولاد يلونون رسومات الأمل، التي كانت كلها شموساً وبيوتاً وأعلاماً، وتوزّعت الحلوى، وتلألأت العيون، لكن الأجمل كان ما لا يُرى: المودة التي تجذرت بصمت.
الهدية التي قدمتها الطالبات من نسخ القرآن الكريم، كانت رسالة حب من أرضٍ آمنت بأن الإنسان يستحق الحياة الكريمة، مهما اشتدت عليه المحن. أما الألوان التي وُزعت، فقد بدت كأنها توزع الأمل، ليعيد الأطفال تلوين ما مزّقته الحرب من طفولتهم وقالت الطالبة هيا أهلي لـ«الإمارات اليوم»، وهي تمسح دمعة تأثّر رسمتها اللحظة: «إنها زيارة فارقة في حياتي، تعلّمتُ فيها أن العطاء لا يُقاس بحجم ما نُعطي، بل بصدق ما نشعر به تجاه الآخرين، فقد ذهبتُ لأُسعدهم، لكنهم من أسعدني، بحبهم للحياة وللعلم، رغم كل الحرمان».
وأضافت: «حين احتضنت إحدى الصغيرات ولم تتركني، شعرت بأننا لا نمنحهم فقط وقتاً أو كلمات، بل نعطيهم شعوراً بالأمان والانتماء. هناك، في تلك المدينة، عرفتُ معنى الإنسانية في أبسط صورها، وفهمتُ كيف يمكن لحضورنا أن يمنح الطمأنينة والفرح لأطفال حُرموا منها كثيراً».
0 Comments: