الجمعة، 17 مارس 2023

لماذا لا يحب الاقتصاديون ارتفاع معدل التضخم

التضخم الاقتصادي


لماذا، على وجه التحديد، يعتبر التضخم المرتفع سيئاً للغاية؟ هذا السؤال البسيط يمثل إحراجاً لمهنة الاقتصاد. جميعنا يشعر أنَّ معدل التضخم البالغ 6.2% هو أمر غير مرغوب فيه، لكنَّنا لا نجيد تفسير السبب.

من السهل استخدام النظرية الاقتصادية غير الناضجة لتوضيح سبب أنَّ التضخم ليس بهذه الأهمية. إنَّ المال هو ما يسميه الاقتصاديون "الحيادية"، أو في بعض الأحيان "الحيادية الفائقة".

وللمبالغة في التبسيط بعض الشيء، بحسب النماذج الاقتصادية؛ سيؤدي ارتفاع معدل التضخم إلى رفع الأجور والأسعار بطريقة تناسبية على نطاق واسع، مما يترك النواتج وأنماط التوظيف في الاقتصاد إما دون تغيير أو مع تعديلات طفيفة فقط.

وبرغم ذلك؛ ما يزال معظم الاقتصاديين متمسكين بنظرة سلبية تجاه ارتفاع التضخم. إحدى الفرضيات هي أنَّ التضخم يربك الناس.

معظم الناس ليسوا آلات حسابية مفرطة في العقلانية، ويميلون إلى رؤية ارتفاع الأسعار التضخمية على أنَّها تمثل تغيرات اقتصادية حقيقية. لذلك قد يرى المنتجون طلبات اسمية أعلى على سلعهم، ويعتقدون أنَّهم أصبحوا فجأة أكثر شعبية لدى المستهلكين، بدلاً من مجرد أنَّهم عالقون في دوامة تضخمية.

ومع ذلك، في ظل هذا السيناريو، ليس شرطاً أن يكون التضخم أمراً سيئاً. إذا زاد المنتجون من إنتاجهم؛ وظّفوا المزيد من العمالة؛ فإنَّ ذلك يميل إلى تعزيز الاقتصادات، وليس إلى إلحاق الضرر بها. هذا كله صحيح في حال كانت هناك درجة أولية من احتكار تقييد الإنتاج.

لكن ماذا لو علم المنتجون في النهاية أنَّهم يواجهون "تضخماً بحتاً"، وعليهم العودة إلى قراراتهم السابقة؟ من المؤكد أنَّ ذلك سينطوي على تكاليف.

لكنَّ أسوأ فترات الانكماش الاقتصادي تنطوي على تقلص جميع القطاعات تقريباً في الوقت نفسه تقريباً، بدلاً من أن تكون المشكلة الرئيسية هي الكثير من الاضطراب و"الذهاب والإياب". قد تكون بعض تكاليف التحويل هذه حقيقية، لكن لا يبدو أنَّ هذا هو السبب وراء كره الناس للتضخم كثيراً.

ففي الوضع الحالي، تأتي تكاليف "الذهاب والإياب" الحقيقية من موجات الوباء، وليس من السياسة النقدية.

0 Comments: