تعدُّ وزارة الثقافة الفلسطينية من الوزارات التي لها حصة صغيرة من مجموع موازنة السلطة الفلسطينية العامة، وهي لا تتعدى 0.5% في أحسن الأحوال.فعلى سبيل المثال، وفي عام 2003، بلغت حصة الثقافة من الميزانية العامة للسلطة الفلسطينية 0.39%، أُنفقت في معظمها على رواتب ومصاريف جارية، ووفقاً لدراسة صدرت عن وزارة الثقافة نهاية 2016، فقد بلغ نصيبها من الميزانية العامة 0.003.%
في حين أظهر تقرير آخر صادر عن وزارة المالية، أن قطاعات "الترفيه والثقافة والدين" جاءت في المرتبة قبل الأخيرة من مجمل الإنفاق الحكومي العام للسنة المالية 2021، بمبلغ قدره 129 مليون دولار من أصل 5.6 مليار دولار، ورغم النسبة الصغيرة المخصصة لوزارة الثقافة من ميزانية، استطاعت الوزارة تنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات.
وخلال عام 2021، أطلقت الوزارة حملة "الكتاب للجميع" وزّعت خلالها أكثر من 9 آلاف كتاب على 500 مؤسسة من جامعات ومدارس ومعاهد وبلديات ومؤسسات ثقافية ومكتبات في كافة أنحاء فلسطين، كما أصدرت 34 إصداراً، متنوعة بين التراث والشعر والقصص والنقد والأعمال الكاملة للأدباء الراحلين وأدب الأطفال.
وعملت الوزارة على إعادة إطلاق "الجائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون والعلوم الإنسانية"، حيث حاز 6 أدباء ومثقفين وفنانين على هذه الجائزة، وعملت الوزارة على تقديم دعم مالي للمبادرات الثقافية المقدمة من أفراد وجمعيات ومؤسسات فلسطينية، حيث بلغ عددها خلال عام 2021 حوالي 75 مشروعاً ثقافياً، كما احتفلت الوزارة بفعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية وملتقى المبدعين الشباب
ويعاني القطاع الثقافي في فلسطين ككل، من إشكاليات ومعيقات عدة تعيق تطوره وتقدمه، رغم وجود بعض الإنجازات الخجولة، فوفقاً لدراسة أعدتها وزارة الثقافة، فإن أهم هذه التحديات تمتثل في ضعف التنسيق بين المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي الرسمية والأهلية والمبادرات الفردية، مما خلق واقعاً ثقافياً غير متكامل، مركز في وسط الأراضي الفلسطينية وغائب عن الأطراف.
ويعتبر ضعف الوعي المجتمعي بأهمية دور الثقافة في عملية التنمية، وضعف البنية التحتية الثقافية المؤثرة في معظم مناطق فلسطين، من أهم هذه التحديات، كما خلق غياب التمويل المحلي العام الكافي وشروط التمويل الخارجي نمطاً من الأنشطة التي لا تلبي في معظم الأحيان الحاجات الثقافية الحقيقية للتجمعات الفلسطينية.
وكان لغياب الدراسات المتخصصة والعميقة في الواقع الثقافي الفلسطيني، لقاعدة بيانات دقيقة يمكن من خلالها تحديد الاحتياجات واقتراح التوجهات، عامل إضافية أعاق تطور القطاع الثقافي في فلسطين
0 Comments: