الخميس، 4 أغسطس 2022

طهاة يضيفون مفاهيم جديدة إلى المطبخ الفلسطيني

المطبخ الفلسطيني


تنتشر رائحة المعجنات اللذيدة التي تخرج من فرن الطابون من أحد أزقة البلدة القديمة في القدس الشرقية التي ينطلق منها طهاه فلسطينيون الى أنحاء العالم حاملين معهم ثقافة أكلاتهم اللذيذة التي يجمعون فيها بين مفاهيم طهو جديدة والتمسك بتقاليدهم.

وأدى هذا الاتجاه الى فتح شهية دور النشر لإصدار كتب عن المطبخ الفلسطيني مما جعل صاحب مطعم طابون رجل الأعمال الفلسطيني نصار عودة أنه يعتقد أن الأمر يتغير في المطبخ الفلسطيني للأفضل فالعديد من الفلسطينيين حرصاء على الترويج لأطعمتهم.

أمضى عودة الأشهر القليلة الماضية يتتبع الذواقة وهم يتجولون داخل وخارج مطعمه الجديد الذي سماه على اسم الفرن الطيني التقليدي الطابون و يتناول رواد المطعم معجنات كـاللحمة بعجين الشهير بإسم الصفيحة التي أعدّت على الطريقة الأرمنية التي تتميز بعجينتها الرقيقة الاقل سماكة من تلك الفلسطينية.

وقال عودة الذي يقدم البيرة والنبيذ من صنع فلسطيني في الضفة الغربية إن اللحمة بعجين الأرمنية باتت جزءأً من ثقافة الأكل الفلسطيني و هذا مهم للغاية لأن هذا يؤكد الوجود الفلسطيني وريادة الأعمال.

وتتراوح تجربة المطاعم بين أطعمة راقية الى قوائم مدمجة ومزج المكونات الفلسطينية بالأطباق الأوروبية وفقًا لعزالدين بخاري الذي ينظم جولات عن الطعام في القدس ودروساً في الطبخ فقد قال بخاري الذي يعتزم تقديم خدمات استشارية لأصحاب الأعمال الراغبين في تنشيط مطاعمهم إنها بداية رائعة للمطبخ الفلسطيني.

كما وأضاف كان في السابق الجميع يعدّون ويقدمون الشيء نفسه ولكن الأن بدأ الأختلاف يظهر أخيراً و أصبح الناس يتقدمون ويفكرون في مفهوم جديد وأفكار جديدة.

وبالنسبة إلى داليا دبدوب التي تدير مطعم طابون كما تمتلك أيضاً حانات في مدينتي بيت لحم وأريحا بالضفة الغربية فهى تؤمن أن توسيع عرض نطاق الأطباق والمنتجات الفلسطينية أمرًا محوريًا وأكدت على رغبتها الكبيرة في تغيير توجهات الطعام من خلال تقديم المزيد من الأطعمة التي لا يعرفها الناس.

وأوضحت الى مجموعة أكلات متنوعة لا يعرف عنها الكثيرين من الباذنجان البتيري المحلي و مصدره قرية بتير في محافظة بيت لحم والمدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو و قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر كما اضافت أنها تحاول دائمًا اختيار البندورة فعندما تأتي من غزة تكون حمراء حقًا وألذ في حين أن الفلفل الأخضر في غزة حاد ولذلك كل الخضراوات الفلسطينية لديها نكهة ولون خاص بها يجعل المطبخ الفلسطيني يتميز بشدة عن غيرة من المطابخ.

وقد قال الشيف الفلسطيني سامي التميمي الذي نشا في مدينة القدس وانتقل للعيش في لندن قبل أكثر من عقدين ولديه سلسلة من كتب الطبخ والمطاعم أنه في الوقت الراهن يرى الجميع المزيد من التركيز على دولة فلسطين وعلى أطعمتها التراثية التي تتميز عن غيرها من الأطعمة وأن ذلك شيء رائع جداً كما جمع التميمي العديد من الأطباق التقليدية و المعاصرة في كتاب للطبخ أصدره عام 2020 وأطلق عليه عنوان فلسطين.

وقال التميمي أنه قبل عشر سنوات فقط لو ذهب إلى ناشر وقال له أنه أريد أن أنشر كتابًا عن الطعام الفلسطيني لكان أجابه من سيشتريه؟ ولكن الأن لقد تغير الوقت كثيراً وأصبح العالم أجمع يرغب أن يعرف التاريخ التراثي لفلسطين ويجمع كل المعلمات عنها وعن مطبخها.

وبات الفلسطينيون يلحقون بركب العالمية في مجال الطهو بفضل الجهود العظيمة الذي يبذلها كل الطهاة الفلسطينون وكل لمساتهم الخاصة من أجل تحقيق تقدم كبير في المطبخ الفلسطيني.

0 Comments: