الخميس، 11 أغسطس 2022
فيروسات عملاقة يمكن أن تساعدنا في محاربة مقاومة المضادات الحيوية!
تصطدم الفيروسات التي تسمى العاثيات بالبكتيريا منذ فترة طويلة قبل أن نوجد لذا ألقى باحثون من جامعة كاليفورنيا سان دييغو نظرة فاحصة على بعض عاثيات جامبو الأقل دراسة وتحديدا 201phi2-1 التي تصيب بكتيريا Pseudomonas chlororaphis.
وتم تسميتها لجينومها الكبير الذي يزيد عن 200000 زوج قاعدي لأن معظم العاثيات التي تصيب Pseudomonas لها جينومات أقل من 100000 زوج قاعدي وتمتلك عاثيات جامبو ترسانة من التقنيات لمواجهة آليات الدفاع البكتيري ووجد البحث سابقا أن زراعة درع حول مادته الجينية كان أحد هذه الأساليب ما يجعل دورة حياة هذه الفيروسات فريدة من نوعها.
وكتب عالم الأحياء الجزيئية توماس لافلين وزملاؤه في بحثهم الجديد أن فصل المادة الجينومية عن باقي محتويات الخلية عن طريق تغليفها كان يُعتقد سابقا أنها تطورت مرة واحدة فقط في تاريخ الحياة لكن اتضح أن هؤلاء العمالقة الصغار هزمونا.
وتقول عالمة الفيزياء الحيوية إليزابيث فيلا إنها مقصورة من نوع مختلف -على عكس أي شيء رأيناه في الطبيعة على الإطلاق وعادة تقوم العاثيات بحقن مادتها الجينية في البكتيريا حيث تطفو بحرية في المادة اللزجة الداخلية للخلية ويقوم الفيروس باختطاف معدات البكتيريا لتكرار نفسها لكن عاثيات جامبو تقوم ببناء حجرة منفصلة حول حمضها النووي بعد وقت قصير من دخول مضيفها يشبه إلى حد ما كيف تمتلك خلايانا نواة لحماية حمضنا النووي.
ويمنع هذا جسديا نظام المناعة' للبكتيريا CRISPR والإنزيمات الدفاعية الأخرى من العبث بالحمض النووي الفيروسي واستخدم لافلين وفريقهم الفحص المجهري الإلكتروني بالتبريد والتصوير المقطعي لفحص هذه الحجرة وصولا إلى المقياس الذري وتم بناء الغلاف الواقي من نوع واحد فقط من البروتين.
وبمساعدة النمذجة الحاسوبية وجد الباحثون أن نواة العاثية تسمح بشكل انتقائي للجزيئات بالمرور عبر مسام صغيرة مرة أخرى على غرار الطريقة التي تتحكم بها الخلايا في البيئة المحيطة بموادنا الجينية ما يجعل هذا مثالا رائعا للتطور المتقارب عندما ينتهي الأمر بكائنات غير مرتبطة تماما مع حل مشابه لنفس المشكلة البيولوجية.
ويقول عالم الأحياء الخلوي جو بوجليانو أنه الآن بعد أن علم أن بعض العاثيات لديها درع يمكنه إعطاؤه لعاثيات أخرى ويصنع عاثيات فائقة تكون أفضل في علاج العاثيات والتغلب على الدفاعات البكتيرية وتكون الخطوة الأولى في هذه العملية هي فهم بنية بروتين الكيمالين الذي يتكون من الدرع وهذا أحد أسباب أهمية هذا العمل ويتم بالفعل استخدام العلاج بالعاثيات لعلاج المرضى المصابين بعدوى بكتيرية خارقة بنجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق