الأحد، 28 سبتمبر 2025

الفكة والعملة المهترئة أزمة أخرى تفاقم معاناة أهالي غزة

أزمة أخرى تفاقم معاناة أهالي غزة

 الفكة والعملة المهترئة أزمة أخرى تفاقم معاناة أهالي غزة

في أحد الأسواق الشعبية بغزة يقف أبو أحمد أمام بسطة الخضار مرتبكًا مد للبائع ورقة نقدية من فئة العشرين شيكلًا لكن البائع تراجع قائلًا ما بقدر آخذها الورقة ممزقة ثم أضاف وهو يبتسم بمرارة ولو أخدتها مين رح يقبلها مني بعدين؟ المشهد يتكرر يوميًا حيث تتحول لحظة الشراء البسيطة إلى نقاش وجدال طويلين في ظل أزمة مركبة تضرب حياة الناس شح الفكة والعملة المهترئة.

تستخدم الأوراق النقدية في غزة لفترات تفوق عمرها الافتراضي بسبب منع إدخال سيولة جديدة وغياب قنوات مصرفية نشطة لجمع العملات التالفة ومع الاستخدام المتكرر تتعرض هذه الأوراق للتمزق وفقدان الوضوح حتى باتت غير مرغوبة في الأسواق رغم قانونيتها.

المشكلة لا تقف عند الأوراق المهترئة فندرة الفئات الصغيرة الشيكل والخمس شواكل تجعل عملية البيع والشراء أكثر تعقيدًا ويوضح بائع مواد غذائية في مواصي خان يونس زبون يشتري بخمسة شيكل ويعطيني ورقة خمسين وما عندي فكة أحيانًا أعطيه حلوى أو بضاعة صغيرة بدل الفكة الناقصة لكن هذا يثير غضب البعض في بلد مثقل بالأزمات تبدو الفكة قضية صغيرة لكنها تنغرس في تفاصيل الحياة اليومية من شراء الخبز حتى دفع ثمن المواصلات أو حاجيات الأطفال.

والخبيرالاقتصادي محمد أبو جياب يرى أن إعادة فتح البنوك بشكل كامل وتمكينها من جمع العملة التالفة وضخ فئات صغيرة جديدة هو الحل الجذري أما الدفع الإلكتروني فهو مجرد مسكن مهم لكنه لا يعالج جذور الأزمة.

أزمة العملة المهترئة والفكة ليست مجرد قضية نقدية بل انعكاس صارخ لحصار يخنق غزة في تفاصيلها الدقيقة فالاقتصاد المحاصر لا يتجلى فقط في البطالة أو انعدام فرص الاستثمار بل يظهر أيضًا في قطعة ورق نقدي بالية أو في عجز بائع عن توفير باقي بسيط لمشتري.

هناك 3 تعليقات:

  1. فعلاً الوضع مأساوي حتى العملة صارت منتهية الصلاحية بغزة وما في بديل بسبب الحصار والقيود.

    ردحذف
  2. الورق النقدي صار متلف وملزق وصارغير مرغوب بالأسواق معاناة الناس ما وقفت عند الأكل والدواء وصلت حتى للفلوس.

    ردحذف
  3. بغزة حتى الورق النقدي صار شاهد على الحصار أوراق مهترية عم تنستخدم فوق عمرها الافتراضي أزمة خانقة بتختصر وجع الناس.

    ردحذف